Ads 468x60px

البكاء يجلس إلى جواري


".... أمي  بهدوءٍ  صعدت إلى السماء... في 11فبراير2011م."

أحبك يا أمي
ولكني لم أكن أحب
أن أُخرج صديقي من منزله في الثالثة فجراً
لأخبره أنني كتبت نصاً جديداً:
(أبغض الأمهات لأنهن يمتن).
****
إن ظلي يسبقني دائما يا أمي....
وإلا فلماذا كل هذه الأشواك والحجارة في الدرب؟؟!!
إن مرآتي تطعنني من الخلف...
وإلا فلماذا كل هذه الزغاريد؟؟!!
القهوة مظلمة في يد الصباح
والأطفال يبتكرون غياباً موازياً
لغيابك،
أو مرادفاً للوحشة،
الأرصفة غبية
والسماء تبدو كحذاءٍ مقلوبةٍ،
وأنا كوردة تسعل في الزحام
لا أحد يتنكر لي
لا أحد يعرفني
لا شجر في ذاكرتي
ولا فأس في الخريطة
لا شمس في يميني
ولا قمر لدى اليساريين
****
هكذا فجأةً يا أمي
 تقع الشعوب في التناص
الشعوب (تريد إسقاط المطر)
وأنا أخشى أن تسقط السيجارة من بين أصابعي
فيما لو صافحني الله في سره،
أو تعثرت السيميائيات بقبر عابر
في القصيدة
قبل أن يملأ الغيب جيوبي برصاص المفارقات...
والحلوى المريضة،
والبكاء....
البكاء يا أمي
يصعد من الأرض كالبخار،
البكاء يضع يدي بين يديه
 ويمعن في تأويل الفقد
   والكنايات،
البكاء يجلس إلى جواري كالأم.
..................
****
البكاء يا أمي حرية
حرية أحدنا في أن يصبح اثنين في آن،
البكاء يا أمي حرية
حرية كالموت،
البكاء يا أمي حرية
حرية كاليتم،
وهأنذا أصبحت حراً
حراً من انتظارك،
حراً من خوفك علي
حراً من خوفي عليك
حراً من أسئلة الحليب
حراً  من حليب الأسئلة،
حراً كسحابةٍ ملقاةٍ في الخارج
حراً كالندم
حراً ككلبٍ تحت المطر
حراً كأصبعٍ مبتورةٍ
لا حملها صاحبها في جيبه
ولا هي التأمت مع الصخرة.

أحمد الطرس العرامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق