Ads 468x60px

Featured Posts Coolbthemes

جريدة القبس: القاعدة تهدد شاعراً يمنياً بقطع رأسه

جريدة القبس: القاعدة تهدد شاعراً يمنياً بقطع رأسه وتعليقه
بسبب رواية «حرمة» للمقري
«القاعدة» تهدد شاعراً يمنياً بـ «قطع رأسه»
أحمد العرامي
أحمد العرامي
ليلاس سويدان
ربما لم يعد شيئا جديدا حربُ الظلاميين على الإبداع والثقافة، ولكن الجديد هذه المرة هو الاسم المستهدف والمهدد بقطع رأسه وتعليقه على مدخل المدينة كما وعد أحد الإرهابيين. والقصة كلها بسبب رواية. الشاعر والأديب أحمد العرامي عضو هيئة التدريس في جامعة البيضاء يروي ما حدث معه:
أُلقي محاضرات في كلية التريبة والعلوم برداع-جامعة البيضاء، حيث أعمل معيدا بقسم اللغة العربية في الكلية، في محاضرة خاصة بالرواية، فوجئت أن الطلاب لا يعرفون الرواية، ولم يسبق لهم أن قرأوا رواية من قبل، اقترحت على الطلاب قراءة رواية «حرمة»، وعلى الطالبات قراءة رواية «الرهينة»، وأعطيتهم نسخة لكل من الروايتين لتصويرها، وفي المحاضرة التي تلتها تناقشنا حول رواية «حرمة» ومع أن الطلاب أعجبوا بالرواية وناقشوني بشكل باعث على الحماس وجميل ويوحي بنقلة في مفهومهم للرواية، فوجئت أن بعض الطلاب يشتكون من المشاهد الجنسية والرؤية العلمانية -كما وصفوها- في الرواية، تناقشنا قليلاً ثم قلت لهم لا بأس اقرأوا رواية أخرى، لستم ملزمين بهذه، غرضي الأساسي هو أن تعرفوا الرواية كفن أدبي.
ضجة في الجامعة
ويتابع العرامي:
لكن بعدها فوجئت أن ثمة ضجة في الكلية حول الرواية واتهامات لي بالعلمانية وتدريس الطلاب الفحش والإباحية، وعبر الهاتف تلقيت تهديدات من مجهولين يتهمونني بالتهم نفسها ويهددوني بالتصفية. كنت في الكلية حينها، واتصل بي عميد الكلية د. محمد معجب وقال إن الطلاب شكوني للعمادة، وأنه شكل لجنة تحقيق، معي.
وفي التحقيق فوجئت أن الدكاترة يتعاملون مع الأمر كما لو كنت قررت الرواية كمقرر بمضمونها، سألوني بعض الأسئلة، وأجبت عنها.
وملخص الأمر هو أنني قلت إن الرواية «حرمة» ليست مقررا يلتزم به الطلاب، وإنما هي نموذج تطبيقي ليعرف الطلاب فن الرواية، ويعرفون عناصرها وبناءها ووو إلخ، مثلها مثل رواية «الرهينة»، ومثلها مثل مقالات طه حسين والرافعي والطهطاوي والعقاد والبردوني التي طلبت من الطلاب قراءتها في المحاضرة الخاصة بالمقال.
ثم إن الرواية ليست كتاباً محظورا قمت بنشره، وهي موجودة في سوق الكتب وباستطاعة الطلاب أو غيرهم الحصول عليها وشرائها وقراءتها. ولأن ردة الفعل الاجتماعية لم تكن متوقعة اعتذرت للكلية عما سببت لها من إزعاج. وانتهى التحقيق، وحذرني الدكاترة -أعضاء اللجنة- من دخولي الكلية حرصا على حياتي، فهناك من يتوعد بقتلي.
غادرت سكن أعضاء هيئة التدريس ومدينة رداع، وفي صباح اليوم فوجئت باتصالات من الزملاء تخبرني بأنه تم فصلي، وصدر بذلك قرار من رئاسة الجامعة وتم تعليقه على جدران الكلية.
رؤية أحادية
الروائي علي المقري مؤلف رواية «حرمة»، التي أثيرت حولها الضجة، علق على ما حدث بقوله:
ما يبدو لي أن المشكلة تعود إلى واقع الثقافة العربية التي ما زالت محاصرة بأيديولوجيات تقمع حرية الكتابة والنشر. إلى جانب أن النص الروائي، بما هو تعدد شخصيات وأصوات وكلمات، ما زال غير مكرس في مدارسنا وجامعاتنا، وينظر إليه وكأنّه رسالة فكرية موجهة لا باعتباره عملا فنيا يحمل عدة أوجه، ولا ينطلق من مفهوم أو رؤية أحادية. ولهذا تمت قراءة المشاهد الجنسية في رواية «حرمة» بمعزل عن بنية العمل ككل.
يذكر أن المرصد اليمني لحقوق الإنسان كان قد أصدر بيانا يدين فيه تعرض الشاعر والأكاديمي أحمد العرامي لحملة تكفير وتهديدات بالتصفية الجسدية وتعليق جسده على أبواب مدينة رداع التي يعمل فيها مدرسا للأدب العربي في كلية التربية التابعة لجامعة البيضاء.

المرصد اليمني لحقوق الإنسان يدين تكفير الشاعر العرامي


يدين المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR) حملات استهداف حرية الرأي والتعبير التي طالت مؤخراً عدداً من الناشطين السياسيين والصحفيين والأكاديميين والطلاب، ويرى في هذه الحملات الممنهجة عودة إلى عهود الإلغاء ومصادرة الحريات، وإرهاباً يستهدف النيل مما تحقق في السنوات الأخيرة من انتصارات لصالح الحقوق والحريات في اليمن.
وكان الشاعر والأكاديمي أحمد العرامي تعرض لحملة تكفير وتهديدات بالتصفية الجسدية وتعليق جسده على أبواب مدينة رداع التي عمل مدرساً للأدب العربي في كلية التربية فيها التابعة لجامعة البيضاء.
وأصدرت رئاسة جامعة البيضاء قراراً تعسفياً بفصل العرامي من عمله في الكلية، في نفس الوقت الذي تلقى فيها تهديدات بالقتل من متطرفين مجهولين على خلفية اقتراحه على الطلاب قراءة روايتين يمنيتين لم تروقا لرئاسة الجامعة والجماعات المتطرفة.
وإذ يرى المرصد اليمني أن ما تعرض له العرامي انتهاكاً صريحاً لحقه في العمل، وتجاوزاً للقوانين التي لا تعطي الجامعة الحق في اتخاذ هذه الإجراءات التعسفية؛ فإنه يؤكد أن الخطر الذي يتهدد حياته أمر يستحق الوقوف إزائه، ويلزم كافة القوى السياسية والمدنية وقبلها الجهات الرسمية باتخاذ مواقف جادة ومسؤولة باعتبار هذا التهديد يطال المجتمع ككل، ويطالب الجهات الرسمية باتخاذ الإجراءات التي تحمي حياة العرامي وسلامته الجسدية.
 وفي كلية الحقوق في جامعة تعز تعرضت الطالبة سالي أديب قحطان للتكفير إثر نقاش في ندوة حول التمكين السياسي للمرأة، شاركت سالي في تنظيمها والنقاشات التي دارت فيها حول المنظومة التشريعية اليمنية ووضع المرأة فيها، وكيف تحد من حق المرأة في المشاركة السياسية والأنشطة المجتمعية.
وبادر أحد أكاديميي الجامعة ومجموعة من الطلاب المتطرفين إلى تكفير الطالبة سالي أديب قحطان، وتهديدها بالتحقيق معها وزملائها المشاركين في الإعداد للندوة والنقاشات التي دارت فيها، وهو الأمر الذي يمثل خطراً حقيقياً يتهدد حرية الرأي والتعبير، ويمنعها عن طلاب الجامعات، ما يؤدي إلى إعادة إنتاج ثقافة التلقين والتبعية، ويحد من حرية البحث العلمي، وممارسة الحق في صناعة التغيير الاجتماعي والسياسي، ويحول الجامعات إلى مراكز تلقين للمعلومات عوضاً عن وظيفتها الحقيقة كمراكز للبحث العلمي، والأمر الجلل في هذه القضية أن يكون أحد الأكاديميين مشاركاً في حملة التكفير هذه.
وعلى خلفية هذه الواقعة؛ تعرض نائب عميد كلية الحقوق في الجامعة الدكتور منصور محمد الواسعي للتكفير والتهديد بالاعتداء عليه من قبل نفس الأكاديمي الذي كفر الطالبة سالي.
وذكر نائب عميد كلية الحقوق في رسالة لرئيس الجامعة أن زميله الذي كفَّر الطالبة سالي قال له: "أنت دكتور تربي الأجيال على الأفكار الهدامة، أنت ملحد وكافر ولا تستحق أن تكون مربياً، أنا سوف أمحو اسمك من الكلية ومن التعليم العالي، أنا أنصر الشريعة هنا، وسأستشهد في سبيل نصرة الدين والرسول"، وهي الكلمات التي تعلن وبصراحة عن نوايا واضحة لاستخدام العنف، ما يجعل حياة الدكتور الواسعي في خطر حقيقي.
وشهدت مدينة الحديدة حملة تكفيرية طالت المحامي سليمان الأهدل وابنه عبد الرحمن بدأت بفتوى أصدرها مفتي المحافظة، وعدد من خطباء المساجد في المحافظة، وتضمنت الفتاوى تهماً للأهدل بالكفر الردة عن الإيلان، قبل أن يتم توزيع منشورات تحريضية، وإخراج المواطنين للتظاهر والمطالبة بإعدامه.
وقام مجهولون بقطع الكهرباء والمياه عن سكن الأهدل، وتعرضت سيارته للاعتداء والتخريب منتصف الشهر الماضي، وذلك بعد قيامه وولده بتقديم ملف حول إحدى قضايا الفساد إلى النيابة، تم اتهامهما بسب الذات الإلهية والاستهزاء بالدين ووصف النبي محمد بأنه مستهتر، وتعرضا للاعتقال وعددٍ من الإجراءات التعسفية، وصلت إلى تنظيم مظاهرة تطالب بإعدامهما.
وتأتي هذه الحملات التكفيرية كامتداد لحملات سابقة طالت العديد من الناشطين السياسيين والحقوقيين والكتاب والصحفيين، الأمر الذي يوحي بعودة التكفير ومصادرة الحريات والآراء، واستخدام الدين في معاقبة أصحاب الآراء الحرة، وتجريم التفكير والإبداع.
وفي عدن تعرضت صحيفة "عدن الغد" وناشرها فتحي بن لزرق للتهديدات بالتصفية الجسدية وإحراق مقر الصحيفة بالكامل، وأوضحت رسالة التهديد أن ذلك يأتي على خلفية نشاطها الإعلامي.
 وبرغم أن التهديد جاء عبر رسالة نصية من هاتف محمول؛ إلا أن أجهزة الأمن لم تلتفت لهذه المعلومة، ولم تقم بأي إجراءات لحماية الصحيفة وناشرها، كما لم تتخذ أية إجراءات تجاه صاحب الرقم الذي أرسل التهديد.
والمرصد اليمني لحقوق الإنسان وهو يدين هذا التهديد، فإنه يستغرب ويستنكر صمت أجهزة الأمن وعدم تحركها للتحقيق في الأمر، وإيقاف مستخدم الهاتف الذي جاء منه التهديد، ويحملها المسؤولة عن حماية الصحيفة وناشرها الصحفي فتحي بن لزرق، ويطالب بالتضامن معهما ضد هذا التهديد السافر، وكافة الانتهاكات التي سبقت هذا التهديد من مصادرة لأعداد الصحيفة ومطاردة سيارات توزيعها.
إن المرصد اليمني لحقوق الإنسان يرى في هذه الانتهاكات التي تطال حرية الرأي والتعبير مؤشراً خطيراً على نوايا مبيتة لدى قوى سياسية واجتماعية تستهدف التقدم الذي حدث خلال السنوات الماضية في هذا الشأن بعد جهود طويلة الأمد، وتضحيات كثيرة قدمها اليمنيون عبر حراك شعبي واحتجاجات واسعة من أجل الحصول على كافة الحقوق والحريات، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير.
ويطالب المرصد كافة القوى المعنية والجهات الرسمية بما فيها رئاسة الدولة ومجلس القضاء الأعلى بالوقوف الجاد والمسؤول إزاء مجريات وتطورات الأحداث الخاصة بحرية الرأي والتعبير، وعودة التكفير، لتجنيب البلد المزيد من الأزمات، وللحفاظ على ما تبقى من الأمن الأهلي والسلم الاجتماعي.
ويشدد المرصد على ضرورة التحقيق في هذه الانتهاكات تحقيقاً عادلاً يضمن تحقيق العدالة، وإيقاف ومحاسبة كافة مرتكبيها، وحماية من تعرضوا لها من أية انتهاكات لاحقة قد تطالهم تبعاً لما قد تعرضوا له، وتمكينهم من حقوقهم المسلوبة، وخاصة حقهم في الوظيفة العامة والأمان على حياتهم.

اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يصدر بياناً تضامنياً مع العرامي

اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يصدر بياناً تضامنياً مع العرامي
اصدر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بيانا تضامنيا مع الاديب أحمد الظرس العرامي الذي فصل من وظيفته في جامعة البيضاء وهدد بالتصفية الجسدية على خلفية ادخاله لروايتين ""حرمة" للكاتب على المقري ورواية "الرهينة" لزيد مطيع دماج ضمن المقرر لطلاب الجامعة .
ننشر نص بيان اتحاد الأدباء كما نشر.. 
باستهجان واستغراب بالغين.. تابع إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ما تعرض له الأديب أحمد الطرس العرامي عضو الاتحاد.. والمدرس بكلية التربية والعلوم برداع -جامعة البيضاء- من تهديدات بالتصفية الجسدية ومضايقات نفسية وفكرية الغاية منها الحجر على الحريات ومصادرة حقوق الناس واختياراتهم.. وفرض طرق للمعرفة والعلم والتلقي الإبداعي لا علاقة لها بالحرية ولا بالحقوق التي يضمنها الدستور والقانون..
لقد تعرض الزميل العرامي للفصل من وظيفته وهددت حياته وتقوض أمن أسرته دون مبرر قانوني وبشكل فيه قدر كبير من التعسف اللامنطقي يعيدنا إلى مربع الإرهاب الفكري.. وحشر الثقافة والإبداع في زاوية المحرم والممنوع والمقموع.. ومحاربة الاستنارة والوعي.. وتجريم الإبداع والمبدعين.
وإن إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إذ يدين مثل هذه الممارسات المرعبة.. ليتطلع إلى أن تقوم الجهات المسؤولة عن معاناة العرامي بالنظر إلى القضية بشكل بعيد عن الخضوع للترهيب الذي تمارسه جهات بشكل مرتجل لا يعتمد على العلم.. وليست حريات الناس عنده في وارد حساب..
ويؤكد إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على تضامنه التام مع عضو الإتحاد ومع الروايتين اللتين ثارت القضية بسببهما.. وهما رواية (حرمة) للكاتب علي المقري… ورواية (الرهينة) للكاتب زيد مطيع دماج..

الشاعر اليمنى أحمد العرّامى يكشف عن تعرضه للتهديد بالقتل وفصله عن عمله

كتب: 
كشف الشاعر والأكاديمى اليمنى أحمد العرّامى عن تعرضه للتهديد بالقتل وفصله عن عمله فى الجامعة، بسبب مطالبته للطلاب بقراءة ومناقشة رواية "حرمة" للكتاب اليمنى على المقرى.
وقال "العرّامى" فى تصريحات لصحف يمنية تلقيت تهديدات بالقتل، وصدر قرار بفصلى من وظيفتى فى الجامعة، موضحًا أنه ألقى محاضرة فى كلية التربية والعلوم برداع، جامعة البيضاء، حيث يعمل معيداً بقسم اللغة العربية فى الكلية، عن الأدب العربى الحديث لمستوى ثالث لغة عربية، ومن ضمن مفردات المادة فنون الأدب الحديث: الرواية، القصة، النص المسرحى، المقال، وفى المحاضرة الخاصة بالرواية، فوجئ أن الطلاب لا يعرفون الرواية، ولم يسبق لهم أن قرأوا رواية من قبل، اقترحت على الطلاب قراءة رواية "حرمة"، وعلى الطالبات قراءة رواية "الرهينة"، وأعطيتهم نسخة لكل من الروايتين لتصويرها، وفى المحاضرة التى تلتها تناقشنا حول رواية "حرمة"، ومع أن الطلاب أعجبوا بالرواية وناقشونى بشكل باعث على الحماس وجميل، ويوحى بنقله فى مفهومهم للرواية، فوجئت أن بعض الطلاب يشتكون من المشاهد الجنسية والرؤية العلمانية (كما وصفوها) فى الرواية، تناقشنا قليلاً ثم قلت لهم لا بأس اقرءوا رواية أخرى، لستم ملزمين بهذه، غرضى الأساسى هو أن تعرفوا "الرواية" كفن أدبى.
وأضاف: فوجئت أن ثمة ضجة فى الكلية حول الرواية، واتهامات لى (بالعلمانية، وتدريس الطلاب الفحش والإباحية) وعبر الهاتف تلقيت تهديدات من مجهولين يتهموننى بنفس التهم ويهددونى بالتصفية، كنت فى الكلية حينها، ونصحنى أحد الدكاترة وهو الدكتور حفظ الله الصباحى، بمغادرة الكلية حفاظاً على نفسى (كما قال).
وتابع: غادرت الكلية وفى عصر اليوم نفسه، اتصل بى عميد الكلية الدكتور محمد معجب، وقال إن الطلاب اشتكونى للعمادة، وإنه شكل لجنة تحقيق، وإن على الحضور، عدت إلى رداع (مع أننى كنت قد غادرتها) وفى سكن أعضاء هيئة التدريس خضعت للتحقيق من قبل لجنة تحقيق شكلها العميد مكونة من الدكتور خالد العجي، والدكتور محمد منصر، والدكتور أحمد بابكر، وفى التحقيق فوجئت أن الدكاترة يتعاملون مع الأمر كما لو كنت قررت الرواية كمقرر بمضمونها، سألونى بعض الأسئلة، وأجبت عليهم.
وملخص الأمر هو أننى قلت أن الرواية "حرمة" ليست مقرراً ملزم به الطلاب، وإنما هى نموذج تطبيقى ليعرف الطلاب فن الرواية، ويعرفون عناصرها وبناءها ووو إلخ، مثلها مثل رواية "الرهينة"، (ومثلها مثل مقالات طه حسين، والرافعى، والطهطاوى والعقاد، والبردونى التى طلبت من الطلاب قراءتها فى المحاضرة الخاصة بالمقال) ثم أن الرواية ليست كتاباً محظوراً قمت بنشره، هى موجودة فى سوق الكتب، وباستطاعة الطلاب أو غيرهم الحصول عليها وشراؤها، وقراءتها..، ولأن ردة الفعل الاجتماعية لم تكن متوقعة اعتذرت للكلية عما سببت لها من إزعاج. وانتهى التحقيق، وحذرنى الدكاترة (أعضاء اللجنة) من دخولى الكلية حرصاً على حياتى، فهناك من يتوعد بقتلى.
وقال "العرّامى" غادرت سكن أعضاء هيئة التدريس، ومدينة رداع، وفى صباح اليوم (الثلاثاء) أفاجئ باتصالات من الزملاء تخبرنى بأنه تم فصلى، وصدر بذلك قرار من رئاسة الجامعة وتم تعليقه فى حوائط الكلية.
وتتناول الرواية مسألة التطرف السياسى فى المجتمعات العربية من خلال فتاة يمنية تلتحق فى منظمة للجهاد وتسافر مع زوجها إلى الكثير من العواصم وصولا إلى أفغانستان. والرواية الصادرة عن دار الساقى فى بيروت تتزامن مع صعود الإسلاميين فى اليمن للسلطة، وهى تشير إلى ملامح التطرف فى ثقافة الجماعات الإسلامية وأسلوب عملها ونشر ثقافتها المتعصبة.

أحمد الطرس العرامي، مقال لمحمود ياسين

محمود ياسين يكتب:

أحمد الطرس العرامي

قلت هذا اسم يصلح لقائد في خراسان يتعرض جيشه لهزيمة ساحقة، ويعلق رأسه المقطوع على أبواب المدينة، ويردد المارة اسم الرأس المعلق بإجلال: هذا رأس أحمد الطرس العرامي، القائد الذي خذله زمنه.
توشك بعض المزحات أن تتحول لنبوءات وشيكة التحقق، إذ تلقى أحمد الطرس العرامي تهديداً من قاعدة منطقة البيضاء ورداع، بقطع رأسه، وتعليقه على أبواب المدينة، دون أن يحدد التهديد ما إن كان ذلك سيتم على أبواب رداع، أم على أبواب مدينة البيضاء.
أضن أبواب قلعة شمر يهرعش ستكون أليق برأس أحمد الطرس، وأكثر جلاء لمشهد المهابة الخليقة بالجهالة، وليس بنهاية شاعر مختلف وملعون لطالما ألهمتني نصوصه، ولطالما تبادلنا ذلك الشغف عند قراءتها كمجموعة مذهولة بكلمات أحمد الطرس وتنويعاته، ولكنته التي لا تشبه أحداً كما تشبه الإيقاع النفسي لفتى مختصر تكاد تلمح قيعانه أثناء ما يخبرك بمضمون تهديد القاعدة، وفصله من تدريس الأدب الحديث بجامعة البيضاء، لذات السبب.
السبب ليس تافهاً ولا عادياً. إذ إنه ليس من التفاهة بمكان أن يقوم أستاذ جامعي بتضمين روايتين يمنيتين ضمن مقرر مادة الادب الحديث ويتلٍ بسبب ذلك تهديدا بالقتل وقرارا فوريا بالفصل من الجامعه .
اختار لطلبته روايتين قسمهما بحرص بين طلبته الذكور والإناث. إذ منح الذكور رواية "حرمة" لعلي المقري، و"الرهينة" للإناث. دون أن يكون علينا هنا تبرئة ساحة أحمد الطرس، والثناء على حرصه الأخلاقي، وهو يخصص لطالباته الإناث رواية "الرهينة" لزيد مطيع دماج، كونها تتضمن حداً أدنى من المشاهد الجنسية، مقارنة بـ"حرمة" علي المقري.
هذا أدب وليس ابتكارا لأحمد الطرس،لكن المعضلة في كونه يدرس في رداع القارسة بالصخور السوداء، وعمى اندفاع الفرع الأعنف للقاعدة المتواجد الآن في تخوم ذمار. هم يريدون الدفاع عن الله بهذه الطريقة، وهذا يعني أن يتوقف أحمد الطرس العرامي عن تدريس رواية "الرهينة" أو رواية "حرمة"، وليستبدلهما بـ"رياض الصالحين" باعتباره أدباً حديثاً بمستوى حداثة بلد تتجول فيه القاعدة بكامل فتوتها العمياء التي أرهبت رئيس الجامعة، ودفعته لاتخاذ قرار هو ليس فقط غير قانوني، ولكنه ذلك النوع من الإجراءات التي يمكنك توصيفها بكلمتي " اجراء همجي".
أين ولمن يشتكي القائد الذي هزمه زمنه على أبواب جامعة البيضاء، وهو يعود من صنعاء، مستجيباً لإجراء التحقيق الداخلي، ليفاجأ برأسه معلقاً على الحائط الإعلاني لمبنى الجامعة، على هيئة قرار فصل.
كان المثقفون في الماضي وحتى ما قبل الـ5 سنوات الأخيرة، لا يتركون نصوصهم وأرواحهم الفنية لتقطع وتعلق على أي نحو. وأنا لا أبحث هنا عن عصابة الشعراء الحداثيين، ولا مكان هنا لتبرير سلامة منهج أحمد الطرس، فهو قد قرر على طلبته روايتين من الأدب اليمني الحديث، لأن هذا عمله (تدريس الأدب الحديث).
.
في لحظة استياء قد يغمغم أحدهم: والله إن الطائرات الأمريكية على حق. وهذا خاطئ؛ ذلك أن القاتل ليس على حق أياً تكن دوافعه. ونحن من ينبغي عليه مقاسمة أحمد الطرس مصيره، وليس الطائرات بدون طيار.
مع تنظيم كالقاعدة، ورئيس جامعة بذهنية هذا الذي يداوم في البيضاء بهذا المسمى، لا نملك الوقت لمناقشة أزمتنا الوجودية الجنسية التراثية أولاً، ولا أدري كيف يمكننا هنا أولاً الدفاع عن حياة الشاعر العظيم أحمد الطرس العرامي، الآن، قبل دفاعنا المصيري عن حقنا في الحياة كفنانين وأدباء لدينا روايات وروائيون بحجم دماج والمقري.
إنه لمن المخيب للآمال ألا يسع أحدنا شيء أكثر من أن يخبئ أحمد الطرس العرامي في بيته، تاركاً الروايتين تتجولان بخزي فتاتين تم ضبطهما في ماخور.
مع أن الأمر من أوله إلى آخره كان يفترض به أن يكون روايتين قدمهما أديب كبير لطلبته في جامعة.
المرعب هنا هو أنني ما إن سمعت من الشاعر خبر تهديده بقطع رأسه بسبب الروايتين، حتى رحت لاإرادياً أتأكد من كمية ومستوى الوجود الجنسي في روايتيّ اللتين أسعى لطبعهما، وكأنني أوشك على الاستسلام.
لا يجدر بنا الاستسلام لزمن البداءة والوحشية هذا، وإلا فإننا نقطع رؤوسنا بأيدينا.
محمود ياسين
صحيفة الأولى