Ads 468x60px

كأنّ نبيًا خلف الباب (نص شعري)

كأنّ نبيًا خلف الباب


تحميل ديوان (كأن نبياً خلف الباب) أحمد الطرس العرامي
كتب هذا النص خلال 2008 بين كلٍّ من عرام وصنعاء.
____________ 

قمرٌ يرتبنا لغيمته، وسيدةٌ تُقَاسِمُنا خرافتَها، وليلكَ صمتِها المشروخَ، ضحكتُها الفُجاءَة فضةٌ رقصت على حقل الحنين......
و(كان يا ما كان) غربالي:
أضيعُ مثل الندى المهووس، ذاكرتي نصفُ الغياب، وكلُّ البابِ مَـوَّالي:

 (رُويح البالْ يا منْ يريدَ البالْ جا لهْ
قمرْ يا أختَ الغزالةْ..
وُلَيدْ والليلْ بالةْ(1))


والآن يا(لِزَّابُ)(2)
 أنتَ معلَّـقٌ مثلي
على حبلِ النقائضِ...
كلُّ شيءٍ مائلٌ
كحكاية الشَّجَنِيِّ
حتى الباب!
هل هذا هو المعنى
 لأتركَه وأمضي
                ....؟؟!!
إنما أصبحتَ أنتَ حكايتي...
وأنا يَدَاكَ
 فلا تقلْ شيئاً لجارتِنا،
ولا تُغْضِبْ أبي
 هذا الصباح
 أضاعَ قهوتَه
ففتَّشْنـا القصائدَ كلَّها
والياسمينَ،
وضحكةَ الزُّوارِ،
والمرآةَ،
والبابَ الذي مازال يُطرَقُ،
صوتَ جدي وهو يسأل:
هل تؤثر في مزاج (السُّمَّيـَاتِ)(3)
تقلباتُ الطقسِ
والإيقاعِ؟؟


كان الوقتُ
يُشبهُنا إلى حدِّ الفراشةِ...
والفراشةُ
نصفُ قهقهةٍ
ستصغي للمعادنِ
 وهي تهمسُ صدفةً
في جوفِ ماءٍ مائلٍ
"متفاعِلُن متفاعِلِن"...
كان الردى حجراً وكان....
وكان جدِّي
كلَّ يوم لا يجيء،
تجيء جدتي القصية
 من تثاؤبها
وتصحبنا إلى حقل (التناص)،
فنسرقُ المعنى من الوادي
ونهربُ.....

كانتِ الأبوابُ
 تَفْتَحُنَا
لريحٍ في مهبِّ (وُرَيقةِ الحِنَّا)(4)
 وتُغْلِقُ نفسَها
في وجهِ جَارتِنا
كأنـَّا ما أتينا
منذ رائحةِ(الشَّذَابِ)
وصرخةِ(اللِزَّابِ)
 من أَلِفِ القصيدةِ نفسها
 والياسمينةِ نفسها...
 مرَّ الغيابُ
ولم يعدْ
 حتى (الشَّذاب)
إلى الكنايةِ!!
كلُّ شيءٍ مائلٌ :
قمرُ العتابِ،
طفولةُ الأحزابِ،
جمهرةُ (الشَّذَابِ)،
حكايةُ الشَّجَنِيِّ
 حتى الباب!
مَنْ في الباب؟؟
هل هذا هو المعنى....؟
 أم المعنى
تَنَكَّرَ تحتَ قبعةِ المُهَرِّج؟
والمهرِّج
سَيِّدٌ أدَّى مُهِمَّتَهُ
ونامَ
إلى جوارِ المَزْهَرِيَّةِ
مرةً أخرى...
ونامْ.

والآن سأمضي
 قال (اللِزَّابُ)
وخدَّرَنِي حتى شِخْتُ
وقلتُ كلاماً
يشبهُ هذا المكتوبَ
على ورقِ اللعناتِ
وريحِ الفجرِ،
وعاليةِ الـنَّهدين
كحزنِ إلهٍ مغمورٍ
 كسماءٍ بحذائين
وقافيةٍ واحدةٍ،
كهسهسةِ الكلماتِ
المنقوعةِ

في زيتِ اللهِ،
 كطينٍ يشردُ
حينَ تمرُّ الملكةُ
حافيةً
تتسربُ
من بين أصابعه
وتطيرُ بعيداً جدًّا
مثلَ سحابة.

الخيلُ
تكاثرتِ الآنَ
تناثرتِ
الآنَ
تعثَّرَ طينُ الغيمِ
بأحجارِ النسمةِ
بالسَّحَرِ
الآسنِ في الملهاةِ،
الموتُ
تكلسَ فوق الرفِّ،
لمن تكتبُ
رائحةً أخرى في الماءِ؟




لمن تفتحُ
جرحَ العطرِ
وتكسرُ شباكين
بأغنيةٍ واحدةٍ؟
لا أنتَ سواكَ
ولا المعنى معناك
 لعلَّك
خلفَ الغيمِ تنامُ
هناك...
هنالك...
خلف الهمسةِ...
خلف الوردةِ و(المارينـز)
تَهُبُّ علينا بالتدريجِ
كأنك شارعُنا المرسومُ
خريطةَ نارٍ أو ماءٍ،
عمَّا خيلين
وليلٍ
يثمرُ رماناً موتاك
جنوداً وكمائنَ،
عمَّا خيلين وليلٍ
تورقُ......،
يا صيادَ الماءِ
وصيادَ اللونِ المتطايرِ
من عُمقِ البالونات
لمن تشعلُ وردَ الحائط؟؟
تَحْشُرُ
في صمتِ المرآةِ المعطوبةِ
سبعَ جهاتٍ
بلياليهن؟؟
وسبع سماواتٍ
بلياليهن؟؟
وسبع نساء...؟؟
الماءُ تعثَّرَ
بالريحِ الهشةِ..
بالريحِ الـ تجلسُ
   قربَ الشرفةِ...
بالريحِ الملقاةِ
    على الطرقاتِ...
وحيداً
سوف أمرُّ عليك
وألقي قمراً
في كفيْ
 وأغيبُ،
لي المعنى النائمُ
تحت الصخرةِ/قبعةِ اللهِ
لي الآه
لي الله..
ولي أن أمضي
- قال (اللِزَّابُ) -
وخدَّرَنِي
 الشجرُ الفائضُ،
قلتُ:
تعلمْ منكَ:
عبورَ يديك،
عبورَ الماء
- سريعاً -
     مثلَ قطاةِ النومِ،
تَعلَّمْ منكَ:
جهاتٍ أخرى،
 قمحاً آخرَ،
 ثم احزمْ أطيافَكَ
ثم اخلعْ قدميكَ
وضعْ
قمراً آخرَ
في الصندوقِ
وقلْ:
هذا ربي
هذا أكثرُ
       من مرآةٍ
وأقـــلُّ
أقـــلْ...


والآنَ سَأمضي
- قال (اللِزَّابُ)-
 ورتَّبَ بضعةَ أمواتٍ
                  وغيومٍ
 وحرائقَ،
ثُمَّ تلا أورادَ حقيبتِه الحجريةِ،
 ضمَّ الماءَ إلى كتفيه
وحلَّق...
  حلَّق....
قلتُ له:
 اذكرني إن متُّ،
فماتَ
لكي لا يَذْكُرَنِي...
.....
هذا (اللِزَّابُ)
 أخي في الصمتِ،
 أخي في الموتِ،
 أخي في لونِ الخجلِ البحريِّ،
أخي في خجلِ البحرِ،
أخي في البحرِ،
 أخي في البحرِ بما فيه
أخي في (اللِزَّابِ)
وحسبي أن أخي قال:
 سلاماً
      يا ليمونَ الشجرِ الأسودِ،
     يا ليمونَ الحجرِ الضامرِ
 في التقويمِ
 الحجرِ الغائرِ
في كفِّ صديقةِ أمي/بنتِ الجيرانِ:
لنا ما ليس لمولاتي
 -قالت-
ثم توارتْ خلف حدودِ الطين
وخانتني سنتين،
وعادتْ كَيْما تفعلها ثانيةً
في البستانِ الواقفِ
في وجهِ الشُّـبَّـاكِ
كجنديٍّ
عادَ من الحربِ...

البستانِ الواقفِ كالسَّبُورةِ
في وجهِ الطفلِ الأسمرِ...
عادتْ
كَيْما تفعلها ثانيةً
في ذاتِ البستانِ
على مرأى
أطفالِ الحارةِ،
والمارةِ،
والرمانِ،
على مرأىً مني أيضاً
-قال (اللِزَّابُ) -
 وكان عناقاً
أسرعَ
من قنبلةٍ ضحكتْ،
أطولَ من سنبلةٍ
ولدتْ
بين يدينِ ملوَّحتين
لطفلٍ قالَ:

وداعاً يا أهلَ شجوني
 ومضى،
 والصبحُ بحوزتِه،
والأقمارُ بحوزتِه،
والنجماتُ،
وضحكةُ بنتِ الجيرانِ
بحوزتِه،
طارَ...
  وطارَ..
وخلَّفَ قبعةً
   للماءِ الساخنِ...
خلَّفَ أشجاراً
تنمو
في المرآةِ المعطوبةِ،
أطفالاً يبكونَ....
نساءً مشطوراتٍ...
 أبطالاً من ضجرٍ...
و حكايا كَسْلَى...



قال الراوي:
كان (الشُّقُرُ) الأحمرُ
    يَهْمِيْ....
 كان (اللِزَّابُ)
نحيلاً جدًّا في يَدِها،
 مرَّتْ....
مرَّتْ...
وتَنـَاثرَ
في الدَّربِ القلبُ...
 تَطـَايرَ
في الأفقِ الدَّربُ،
وغابَ الربُّ
    لثانيتين،
وعاد حزيناً
يحملها بين يديه....
و قال (الرّاوي):
كان (اللِّزابُ)
 يُغَنِّي مثلي
يحلمُ أن يكبرَ
كي يبتاعَ إلهَ الصَّيْـدِ
منَ الحانوت..
كان (اللِزَّابُ)
يُغَنِّي مثلي
 يحلمُ
أن يركبَ طائرةً
ليعودَ لأطفالِ الحيِّ
 بكلِّ البالوناتِ
الـ هربتْ منهم
........

كان (اللِزَّابُ) يُغَنِّي:
 مَنْ لي
    بالأنجُمِ
بالوناتِ الأطفالِ
الـ سَبَقُونا؟
مَنْ لي
  بالقمرِ الأسمرِ؟
 في سقفِ القـريةِ
بالونة آدم.


كان (اللِزَّابُ) يُهَاجِرُ
حين تَهُبُّ امرأةٌ
من بين الأقواسِ،
 ويتركُ كلَّ الأمطارِ لها،
ينسى معطفَه المنشورَ
على حبلِ الغيمةِ...
ينسى مفتاحَ اللعبةِ
في جيبِ الريحِ،
هو (اللزَّابُ)
 الأغربُ من موالٍ جفَّ
 على شفةِ الحطابِ،
الأغربُ من ريحٍ
عَلِقَتْ في قوسِ صبيٍّ
يهوى الصيدَ،
وتهواه امرأةٌ في(السُّـمَّايةِ)
آلى أن يجعلَها
تخطبه من بين الأولادِ...
....




وحاضَنَها
وتمشَّـى معها
في أنحاءِ الغيمةِ،
 طافا دنيا (اللِزَّاب) الآخر،
مرَّا مُنْـتَشِيَيْنِ
   أمامَ الرَّاوي،
قال (اللِزَّابُ) لها:
 هذا الرّاوي،
فابتسمتْ
وأدارتْ خاتَمها،
وابتسمَ (اللِزَّابُ)
ودحرجَ
غمزتَه صوب الرَّاوي
قال الرَّاوي:
يا أولادْ
كان (اللِزَّابُ)
حزيناً جداًّ مثلي
 ويغيبُ
وينسى بابَ القصةِ
 مفتوحاً
 للأولادِ،
وللأيتامِ،
وذي القربى،
ثم توارى الرّاوي
 تحت جناحِ كنايةْ.




والآنَ سأمضي
قال (اللِزَّابُ)
 فقلنا: خُذْ هذا البابَ
 لكي تفتحَه في الشَّطِّ الآخر
حين يكونُ الماءُ النائمُ
 قربَ الحائطِ
في استقبالِكَ،
خُذْ ما شئتَ،
 ووزعْ نفسَكَ بين الطرقات
 لتغدو أسرعَ
مما تتوقعُ نرجسةٌ
 خفقتْ في صدرِ الرايةِ
وارْتَعَشَتْ
 كنشيدٍ وطنيٍّ
 عاش وحيداً
في المنفى والبرد...،
لتغدو أسرعَ
من
حجر(ن) يسقطُ
من سقفِ الذكرى
فوق أصابع
هذا الليلِ المُقْعَدِ/ليلِ القريةِ...
قال (الراوي):
كان (اللِزَّابُ) يغني مثلي
يحلمُ
أن يُلْقي
في جوفِ اسمِ حبيبتِهِ
سِـرَّ يديه
و بعض خطاه،
وكان...
...وكان
وثمة من كان هناك
 تمسَّكَ بالبابِ المفتوحِ
           على القصةِ،
 فانتشرَ البابُ
كرائحةِ الحُلمِ الأخضر
 في أفقِ القريةِ،
فاحتْ رائحةُ (اللِزَّابِ)
 و دارتْ
رائحةُ الجارةِ
 دارتْ..
 دارتْ...
  دارتْ....
حتى دارَ الأفقُ
وشاخَ الشفقُ الأزرقُ،
خَيَّمَ عرسٌ في القنينةِ...
ثمة من لا يعرف
                خامةَ هذا الليلِ
وثمة من لا يعرفُ
كيف تنامُ الجارةُ
في التقويمِ الأعرجِ!
كيف تنام؟
ويأبى قمرُ السردِ الغامضِ
أن يتنازلَ عن شرفتِها!!
ثمة من كان يدندنُ
في أقصى المعنى:
لابنةِ الجـيرانِ وقعُ المشتهى
نكهةُ السِّحْرِ وظِلُّ الساحرةْ
قاطَعَ(اللِزَّابُ) بوحيٍ قائـلاً:
لابنةِ الجيرانِ طعمُ الذاكـرةْ.


والآن سأمضي
قال(اللِزَّابُ)
وعلَّقَ ريحَ (السيابِ)
           على البابِ
وغادرَ نكهةَ قريتِه.
 وتحالفتِ الأشجارُ
 الأمطارُ
 الذكرى
 ضدَّ الخيلِ،
وضدَّ الليلِ،
وضدَّ الراوي،
ضدَّ السردِ المتقطعِ،
كالسُّلَّمِ/سلَّمِ جارتِنا الموسيقي:



لحفاوةِ (اللِزَّابِ) يا (بنت النبي)(5)
 ما ليس لي....
هذا دمي فخُذِي
ما شئتِ منه
(وخلِّي الليلَ يكنسني)
 كوردةٍ هربتْ من عِطرِها،
 ومضتْ
         إلى القصيدة،
فاستشرى الرَّدى،
اتسعتْ حكايتي:
أنتِ أدْرَى
بانهمارِ يدي،
من قبل أن يعشبَ الموتى
كقافيةٍ،
في قبةِ السَّردِ
كانَ الطفلُ مختبئاً،
وكانتِ الأمُّ تطوي نهدَها
بيدِ الذكرى،
وتبحثُ بالأخرى
 عن الغجرِ الـ جاءوا
فُرَادَى
 وعادوا فوق ظهرِ دمي،
 مكتفين
كليلٍ تحتَ قبعتي
 ينامُ لا الماءُ يذكيه
ولا الضجرُ.

ما أجملَ العيشَ لكن الرَّدى حجرُ!

غاب (اللِزَّابُ)
وغاب رنينُ يديك
 فلا تدعي قمراً
 يدخل من فتحةِ هذا الليل
 ولا تدعي باباً
يخرجُ من نافذةِ الوقتِ الطافي
 فوق نحولِ القشةِ....
كنا اثنين...
اثنين...
 وكنا شجراً
 يَقْصِفُ عصفوراً
باباً
يقضمُ كفَّ الطارقِ
وهو يتمتمُ:
من في الباب؟؟!!

تقول امرأةٌ في (السُّمَّاية):
 مرَّ العاشقُ قبل غروبِ (البالةِ)(1)،
 قال الراوي:
مرَّ الليلةَ قربَ البالِ
وكان (يُبَلْبِلُ):
من في الباب؟؟
تِرِمْ تِمْ تِمْ تِمْ
من في الباب؟؟
طِرَقْ طِقْ طَقْ طَقْ!!
من في البال؟؟
يقول العابر:
فَعَلُنْ يَفْعَل!!



حَجَرُنْ يَزْحَفُ
          في ذاكرتي
قَمَرُنْ يَحْفرُ
       في جدران العتمة
بحثاً
عن أنثى تحفظ
   (زامِلَها)(6)،
وتُزَمِّلُ
  قَاتِلَها،
وتحنُّ
إلى قمرٍ آخر
يخطر هذي الليلةَ
في بالِ (البالةِ)
يا
ليل البال
متى يده؟؟!!
رقد السُّمار
صحا السُّمار
طفا السُّمار
على سطح(اللِزَّاب)
كأن نبيًّا
خلف الباب
كأنَّ البابَ
      البابُ،
كأنَّا البابُ
كأنَّا جئنا ساعتها
من غيم خطانا المهووسة،
"جينا وزي ما جينا جينا
جينا ومش بإدينا
................
ولقيت بيتي بعد الغربة،
قلبك ده وعيونك ديّا"
(وِلْقِيْتْ عبدالوهاب)
يدندنُ في أقصى المعنى،
يُسْحَبُ خيط النَّص إليه،
ويركضُ...
يركضُ..
طِفْلٌ
يُفْلِتُ من يده
خيطُ الطائرة الورقية
يركضُ..
خلف يديه
وخلف خطاه
يقول (الرَّاوي):
كان يغني مثلي،
يحلمُ أن
يُلْقِي قمراً
في الضوءِ الرَّاكِدِ
يلقي حجراً
    في ذهنِ السَّارِدِ
.....
قِيلَ: تمكَّنَ من أن يبكي



قِيلَ: تمكَّنَ من أن ينسى
قِيلَ: تواترَ مثل قطاة الماء
قِيلَ: كأنَّا الماءُ
كأنَّا جئنا ساعتها
من غيم خطانا المهووسة،
كنا اثنين
اثنين...
وكنا ثالثنا
-يوماً ما-
كنا نهتفُ:
لا تنكسري يا شوكتَنا
في حلقِ الريحِ
انكسري
في قلبِ العاشقِ
           والصبَّارةِ،
ليس لنا ما ليس لجارتِنا



ولنا بابٌ،
قمرٌ،
حتَّى،
ثمَّ،
كأنَّ،
إلى أينَ؟؟
كتابٌ،
حجرٌ،
ضجرٌ،
غجرٌ،
يمشي،
كانتْ،
لا ريبَ،
تباركَ،
ليتَ،
لعلَّكَ
خلفَ اللغةِ الأمِّ تنامُ
وراءَ الوردةِ و(المارينز)
تهبُّ علينا بالتدريج
كأنَّ
كأنَّك
حفنةُ ريحٍ
أو غصنُ حنينٍ
أنتَ...وأنتَ
وبعضُ الشعرِ
وبعضُ السُّكَّرِ
بعضُ أُحِبُّكَ،
بعضُ تباركَ،
بعضُ إلى أنْ،
بعضُ يُوَشْوِشُ،
بعضُ المعنى،
بعضُ عبورِ يديك
- سريعاً -
مثلَ قطاةِ النومِ....
كأنَّ الماءَ الماءُ
كأنَّ نبيًّا
خذلَ الليلَ
الليلَ
الليلَ
الليلَ
وطيييييري....
 يا طيااااااااااااااارة
في أفق السُّكَّر
 طيييييييييييييييييييييييييري.
كان (اللِزَّابُ)
حريراً
 داختْ بين يديهِ
   رياحُ الكائنِ،
 كان الكائنُ ظلاًّ منحنيًّا
 مثل رياحٍ كَسْلَى،
كنتَ
وحيداً في الماء
وحيداً في الرملِ الحائرِ
بين العاشقِ والصَّبـَّارةِ،
هذا الوقت
 تطيرُ حماماتُ المعنى،
 وتحطُّ على مِئْذَنةٍ
 من صلصالِ الشجرِ الـمُوصَدِ...
يبقى (اللِزَّابُ)
ويمضي (اللِزَّابُ)
ويَنْحَدِرُ الآتونَ إليكَ
   ... ...إليكْ... ...

يقول الراوي:
 (كان يا ماكان)
سيدةٌ على فرسِ الدخان
تعالجُ الموتى
من الكلماتِ
من زهرِ الحدائقِ
من مراثيهم
من اللوزِ المكانِ
من الزمانِ
من الندى والذكرياتِ
وصوتِ فيروزٍ/مقدمةِ الغمام...
و(جارةُ الوادي)
طربتُ...
وعادَها طربي الحزينُ
وعادني...
ما يشبهُ الموتى
على فرسٍ نحيلٍ من دخانْ...
و(كان يا ما كان)
سيدةٌ على بابِ الشَّذَا
قالت:
هو (اللِزَّابُ)
 غادرني سريعاً،
شقَّ ثوبي
ثمَّ علَّقَهُ
على شجنِ النوارسِ،
في الطريق
إلى عريسٍ غائمٍ
في المزهريةِ
في (الشَّذَا..)
فهتفت(يا لِزَّابُ)
دعْ خوفي
    يؤازرْني هنالك،
دعْ غزالاً ما
يشاركْني
قراءةَ ما يخطُّ الغيمُ
في كفِّ الذي
       كنا وحيداً
 حين مرَّ
قُبيل دهشتنا
وغنَّى:
يا ابنةَ الجيرانِ هذا وجعي
سأسميه سمـاءً مفـرغةْ
سأسمـيه نبـيًّا ثمـلاً
وأسميـكِ نبيذاً ولغـة.

الهامش:

1- البالة: فن شعري ارتجالي إنشادي، ويتخذ طابع المبارزة أو المنازلة بين الشعراء، ينظم في أوزان شعرية خاصة به، ويؤدَى على مقامات إنشادية معينة، في جماعةٍ من الناس تشارك في الإنشاد، وتشكل جمهور المتلقين، وتختلف افتتاحياته من منطقة إلى أخرى أو من وزن شعري إلى آخر إلا أن منها (والليلة البال يا بالة ويا الليل بل) أو (رويح البال يا من يريد البال جا له....)
2- (اللِزَّاب): ويسمى أيضاً (الأُزاب) و(الإِزاب)، وأما (اللِزَّاب) فبلهجة منطقة الشاعر، وهو من النباتات العطرية التي لها حضورها في الثقافة الشعبية اليمنية إلى جانب نباتات عطرية أخرى، مثل: (الشذاب) و(الشقر)، خصوصاً في مناسبات مثل: (المولد، والموت).
3- (السُّمَّيَات): جمع (السُّمَّاية) وتعني الحكاية الشعبية.
4- (وريقة الحنا): اسم حكاية شعبية يمنية شهيرة...
5- (بنت النبي): اسم نوع من (الشقر)/ الريحان، إلا أنه بري...
6- (الزامل): من فنون الشعر الشعبي في اليمن، يقترب في بنائه من الزجل، يتميز بقصره إذ لا يتعدى بيتين شعريين، ويقال في المواقف والمناسبات، وينشد بطريقة جماعية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق