Ads 468x60px

الرئيس ""الذي لا تحتمل خفته"!!


الرئيس ""الذي لا تحتمل خفته"!!
يتمتع هادي بمزايا منصب "رئيس جمهورية"، بينما لا يتحمل أدنى المهام أو المسؤوليات الملقاة على عاتقه بحكم هذا المنصب.
ليس لدى هادي أي إمكانية واضحة لتجسيد السلطة الرمزية التي تجعل منه دفقة من الإلهام أو حالة من الحضور السياسي، كما أنه لا يمتلك واحد في المائة من صفات البطل أو القائد التاريخي، وليس لديه في سيرته الذاتية سوى مآثر شخصية، لم يكن لها أي انعكاس على عمله الوظيفي أو موقعه، ومع هذا ليس المؤمل منه سوى أن يقوم بما يحدد له موقعه أو منصبه من مهام أدائية إجرائية وظيفية وحسب، أو يمارس الحد الأدنى من حزمة الصلاحيات والمهام التي يكلفه بها منصبه.
لا نريد منه أن يكون بطلاً تاريخياً ويخرج اليمن من المأزق الوجودي الذي وقعت فيه على حين ثورة، لكننا نريد منه على الأقل أن يكون رئيسا للبلاد بأقل ما يمكن لأي رئيس في العالم أن يفعله لبلده، لكن الرجل كما يبدو لديه موهبة عالية تمكنه من التخفي وراء الأنظار، وتنمية _وربما خلق_ انطباعات وتصورات لدى الناس عن (ضعف شخصيته) وهي طريقة _لا أدري كيف_ يمكنها أن تكون مناسبةً بالنسبة لشخص يريد أن يتخفف من تكاليف أي موقف يحتمه عليه السياق، وفي نفس الوقت لا يريد أن يقول أنه ليس أهلاً له.
يحتدم الصراع في البلاد أكثر وأكثر بينما هادي صديق الجميع، هذا ما يبدو عليه، وليس مطالباً بعداوة أحدٍ لمجرد العداوة، غير أنه معني بالبلاد ومصلحتها وما قد يتطلبه وضعها وتسيير شؤونها من مواجهةٍ وصدامات تترتب على اتخاذ مواقفٍ وتقرير مصائر.. فكيف له أن يظل هكذا دون أن يكون في مواجهة جليةٍ مع أي طرفٍ إلا بقدر ما يريد أن يرضي أطرافاً أخرى أقوى أو يحتاجها أكثر.
 واليمن ليست بخير، وهو لا يقول ذلك ولا يلتفت إلى الناس، يتفرج من خلف ستار يواريه من أي نقدٍ يمكن أن يوجه له في حين أن المنطق يقول أنه المعني بكل القضايا، والمسؤول المباشر عن كل ما يحدث. لكنه لا يحب الأضواء!! ليس لأنه زاهد فيها لكن لأن الأضواء تجعلك في مرمى كل نقدٍ، ونحن تعبنا من استراتيجيته هذه التي يتجنب بها المسؤولية المباشرة ويترك الأطراف تتراشق فيما بينها، بينما لا يكاد يوجه إليه أي نقد أو يحمل أي مسؤولية... ولست أدري هل أنا وحدي من يشعر بريبةٍ غير عادية تجاه هذا... أو تجاه كون الرئيس هادي غامضاً وصموتاً في مشهد سياسي يكاد كل شيء فيه يكون مكشوفاً حتى أن كثيراً من أسرار الدولة وما يدور وراء الكواليس السياسية في حالة انكشاف غير مسبوق بينما الشيء الوحيد الغامض والضبابي شخصية الرئيس ومواقفه...
ظل هادي نائباً لرئيس الجمهورية منذ 94م، وحتى 2012م، بدا خلالها كما لو كان غير موجود على الإطلاق، مكتفياً بحضور حفنة من الاحتفالات أو المهرجانات التي كان ينقل فيها تحيات الأخ الرئيس، دون أن يلعب دوراً حقيقياً أو يظهر كنائب فعلي على الواقع السياسي، حتى لتتخيل صالح مبتسماً بقدر عالٍ من الرضى _وربما الامتنان_ على هذا النائب المثالي الذي كما لو كان مفصلاً وفقاً لمواصفاته... شيء من هذا الرضى أو ذاته تجاه هادي بدت تتقاسمه أطراف وقوى الصراع مطلع الأزمة، هذه الأطراف والقوى التي اختلفت في كل شيء واتفقت في تغليب مصالحها وشخصية هادي. وأنا شخصياً لا أمتلك أي تفسير لهذا، غير أني أعرف أن هادي يفضل الخفة على الثقل. إذ يبدو متخففاً من كل الأشياء، من كونه أحد حلفاء حرب 94م... الحرب التي قفزت به إلى منصب نائب الرئيس، ليكون ممثلاً للجنوب أو أيقونة تجسد الحضور الجنوبي في الحكم تاركاً الجنوب نهباً لقوى الشمال، متخففاً من كونه رئيساً للجمهورية منذ 2012م بما تتضمنه فكرة (الرئيس الجنوبي) من استحقاق للقضية الجنوبية والجنوب، كما هو للشمال في دولة مدنية ووطن "ابن ناس"، من الثورة التي جاءت به إلى الرئاسة من دم الشهداء، من استحقاق المرحلة، من فداحة فوضى البلاد، من مهزلة تصارع القوى، من الخجل الذي يشعر به أي يمني إثر كون بلاده أصبحت (محوى) لصراع حمير العالم، من الغصة التي تخنق هويتنا في ظل لا معقولية ما يحدث، من أدنى شعور بالإهانة الشخصية كونك رئيساً لبلادٍ طنين الموتورات فيها أعلى من صوتك، ودوشة "حفار بئرك الارتوازي" في حوش منزلك أعلى من خطابك السياسي، من تمخطر القتلة والمأزومين وعربدتهم فوق صلعة الوطن السياسية، من أنة البلد المنهك أثقلته الأوبئة والقذارات ومخلفات القبائل ونفايات الألفية الثالثة وفوق هذا تلقي يا أخ هادي فوق تعبه بكل الثقل الذي تمثله خفتك... "خفتك التي لا تحتمل".
أحمد الطرس العرامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق