Ads 468x60px

الشعب يريد إسقاط المطر...


(الشعب يريد إسقاط المطر...)

·       الشعب يريد إسقاط المطر:
الثورة قمرٌ دبِّرَ بليل،
و"الثوار"
أشجارٌ
في مخيلة التعب،
دبيب خطى تتسكع
في أرصفة الغيم...
سنابل تسير  بمحاذاة السماء...
أحلامٌ تخاتل الأنجم
ومناقير القناصة،

وحده الموت يخفض رأسه
ويسير متخفياً...
وحدهم الثوار
يرفعون السحب كلافتاتٍ
ويعلقون المطر على صدورهم
كأغاني أمهاتهم
في القرى والحقول.
**
(على سبيل المثال)
كان على (ريان الشيباني)
أن يضع الرصيف على عجلةٍ في جيبه
دون أن يلقي بالاً للريشة التي سقطت
من جناح
"طائر الخراب".
**
كان على (مي نصيري)
وهي تشذب قيثارةً نبتت في الخيمة
أن تنهض فيصطدم رأسها بسقف السماء.
**
كان على (أروى عثمان)
أن ترفع السقف قليلاً
كي لا يتكرر ما حدث:
كأن تقف السماء فجأةً
فيصطدم رأسها بسقف الخيمة.

·       الشعب يريد إسقاط المطر:
سقط برقع صديقتي
من تلقاء ضحكتها
وانتصب خيمةً في ساحة القلب والزغاريد
على رصيف التعب
تجلس إلى جواري
نطفو كأغنيةٍ على السطح...
سطح المكتب،
قبل أن يعض البرد أصبع الموسيقى
وينتشر الذباب
في المسيرة...
ونركض كطفلين
خلف نهرٍ شرودٍ
نجمع الخطى
والكنايات،
نلف السحب بمنديل الغروب الوحيد,,
قبل أن يرتطم المطر
بصورته في المرآة
يبتسم في سرِّ أحدنا
ثم يختفي
في الزحام.
**
(مداخلة)
معذرةً يا أمي
لن يفيض النهر
مجدداً
الزوارق الرابضة فوق أسطح المنازل
شرعت في تعليب المطر...

·       الشعب يريد إسقاط المطر:
السماء في متناول "زاملٍ شعبي"
والشعراء يرشقونها بالأنجم الصغيرة
وحصى التأمل
والكنايات،
الفتيات
يعلقن عليها شالاتهن وآمالهن
ورسائلهن المحتملة،
فجأةً
يطلع قمر البلاستيك
كخوذة جندي
خوذة جنديٍّ
تنزلق عليها أنجم الشعراء
وقلوب الأميرات الصغيرات.
**
(على سبيل المثال)
حبات "الزرقيف"
التي كان الأطفال يثبتونها في السماء
سقطت
واستقرت في عيونهم
 بطمأنينية رصاصة قناص.
....
......
·       الشعب يريد إسقاط المطر:
الأبواب تبتلع
  العابرين،
   والقطط،
   والأرصفة.
   والنوافذُ تخبئ
أعين الأطفال خلفها
خاليةً الشوارع
حتى من الظلال...
وحيداً ومنبوذاً
في الخارج
هكذا يجد نفسه المطر.
**
(مداخلة)

القناص:
يرى الناس
من فتحة البندقية.
**
الشهيد:
يرى الله
من فتحة
أحدثتها الرصاصة
في القلب.
**
السياسي:
إن لم يكن يرى الشيطان
فإنه يراه
من فتحة الأوزون.

·       الشعب يريد إسقاط المطر:
الرعود  "قنابل صوتية"
والبروق تُلَمِّعُ أحذيةَ الجنودِ
وحبات المطر تَلْمَعُ كأسنان...
كأسنان المشط
والسحابة الأولى
مثل مجذوبٍ  على الرصيف،
والغيمةُ الأخيرة
كقطةٍ مدهوسةٍ
على الأسفلت،
والشعب يريد إسقاط المطر...
يريد إسقاط المطر
لكن من
الشرفة.

هناك تعليق واحد:

  1. جميل وخيال واسع وكلمات تجد لنفسها مكاناً في عقلية القارىء .........المزيد من التقدم

    ردحذف