Ads 468x60px

الغباريون


الغباريون
   ألا إنهم دخلوا من باب واحد، ودخلت من أبواب متفرقة، ألا إنهم حملوا معهم كلَّ شيء إلى الداخل إلا ذواتهم فوضعوها على الباب، أما أنا فكنت أضع على كل باب سماءً، وقصيدةً، ووردة، ثم أدخل قابضاً في كفيَّ على شيء ما، شيء ما لم أستطع التخلي عنه، كان هو كلُّ ما تبقى لي حينها، أو هكذا خُيِّلَ إليه....
 ذلك الشيء هو "أنا "
أنا المعلق في سقف الأغنية الأم من أطراف مواعيدي النحاسية...
أنا المصلوب منذ قصيدتين وبضع سماء على جرح وردة...
أنا كومة الحروف المكتوبة على عجل في أسفل النجوى كخربشات طفل لأول مرة يمسك قلماً، يعتلي جمرةً، ينتقي (حجراً، شجراً،ضجراً ) _ضع خطاً تحت الكلمةِ المناسبة_ قبل أن يصعد سلم النشيد الذي يراوده.
كنت أتيت على جناح قبر عابر أو على سطح الوقت أطفو مثل قشة الندم... لا يهم... ولكنني أتيت... أتيت في صحبة الشَّجَـنِيّ الذي لم يأتِ في صحبتي هو الآخر، إلا بعد حنين قصيّ ومعاهدة مكسورة إلى نصفين.
أيها الغباريون الأقزام: اقتربوا قليلاً من سلَّمِ النشيد، لن تسقط فوقكم المرآة، ولا الدنانير، الخوف من أن تسّـاقطوا حين يهزُّ الرصيفُ بجذع حذائي.
أيها الغباريون: لن تكونوا أخطر عليَّ من هبوب الجرائد والرياح والفتيات في ساحة الكلية،،، ضعوا أسماءكم، أعلامكم، حرائقكم، عكاكيزكم الطينية، ضعوها كلَّها على الطاولة وانصرفوا، أخرجوا من جيوبكم كلَّ الأسئلة الجاهزة، وعلب السجائر المحتملة، والأحذية الخامة، والمرايا النفطية، واغربوا عن حلمي... ارجعوا من حيث أتيتم.... عودوا إلى مقهى الغراب، ادخلوه هذه المرة من ذئاب متفرقة، أو من لعنــة واحدة، اذهبوا فلستم سوى مسعري مراثي، وحاطبي أهاجي ودنانير. 
أحمد الطرس العرامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق